-A +A
حوار: ماجد الصقيري
«عملي مع أشهر نجوم هوليود دفعني لدعوتهم إلى الإسلام» بهذه الكلمات بدأ رئيس الجمعية الدعوية الكندية وسفير السلام شازاد محمد حديثه لـ«عكاظ» التي التقته بين عشرات من الكتب داخل مكتبته في منطقة سلطانة في المدينة المنورة.
شازاد محمد والذي يحب بأن يكنى بـ«أبو هريرة» بمجرد اعتناقه للإسلام تمكن من حفظ القرآن الكريم ودراسة الشريعة الإسلامية، كما أصبح المستشار الروحاني لكثير من نجوم الفن والرياضة مثل مايك تايسون والمطرب المعروف كنعان والكثير غيرهم.
شازاد محمد والذي أصبح أشهر داعية لدى العديد من مشاهير ونجوم هوليود المعروفين وكذلك نجوم الرياضة الأمريكيين تحدث عن قصة هدية صديقه التي دفعته إلى اعتناقه للدين الإسلامي وكيف تحول من أشهر عازف دي جي في كندا ومتعهد حفلات موسيقية إلى أشهر داعية في الأوساط الفنية والرياضية في كندا وأمريكا، كما تحدث عن تأسيسه للجمعية الدعوية الكندية وطموحه وأهدافه المستقبلية فإلى التفاصيل:




• من هو شازاد محمد؟
ــ ولدت في إحدى القرى الريفية القريبة من العاصمة الكندية في عائلة مكونة من أربعة أشخاص هم أبي وأمي وشقيقتي وكنا لا ننتمي لأي دين معين وبعض أعمامي وكنا ندرس مبادئ داروين والتي تخبر أن كل شيء جاء صدفة.
• ماذا كنت تعمل؟
ــــــ انتقلت للعاصمة الكندية لتكملة دراستي فيها وعندها تعرفت على كثير من الأصدقاء واتفقنا على تكوين مجموعة عمل لنتمكن من الصرف على أنفسنا وبدأنا بالفعل في تكوين فرقة موسيقية تهتم بالتوزيع والألحان وتنظيم الحفلات في العاصمة وبدأت فرقتنا تصبح معروفة على مستوى العاصمة ويتم طلب الفرقة في كثير من الاحتفالات الرسمية والشعبية.
وكنت أعزف الدي جي، بالإضافة إلى عملي كموزع موسيقي وملحن لحوالى 250 أغنية وكنت أعيش حياة غنية ومترفة متنقلا بين عدد من عواصم العالم.
• هل هناك أماكن معينة تمارس فيها العزف؟
ـــــ كنت أعزف داخل أشهر الديسكوهات في كندا، كما كان هناك حفل سنوي يحضره أكثر من مليون ونصف ويقام على أسطح الحافلات ويستمر لمدة 12 ساعة.
قصة الإسلام
• كيف فكر شازاد باعتناق الإسلام؟
ــــــ بدأت أبحث عن دين انتمي إليه بعد أن تأكدت أنه يجب أن يكون لنا دين، ولجأت للكنائس وتعلمت التوراة والإنجيل وكنت اقرأ في كتب البوذية والهندوس وكتب الفلاسفة، وعندما شاهدني أحد أصدقائي المسلمين اقرأ بشكل مكثف أخبرني بأن هناك كتابا لا يوجد مثله في الكون فلم أصدقه فذهب وأحضر لي القرآن الكريم مترجما باللغة الإنجليزية، وبدأت اقرأ في القرآن لفترات طويلة ولاحظت وجود شيء مميز بهذا الكتاب عن الكتب الأخرى، وكنت اقرأ القرآن الكريم يوميا وعلى مدى ساعات طويلة، وأحضرت أجندة بجانبي أسجل فيها كثيرا من الحقائق التي أشاهدها يوميا وكنت أحسبها وليدة اللحظة، وكانت هذه من الأمور التي لفتت انتباهي وبدأت اشعر بمنطقية هذا الدين.
• وهل اعتنقت الإسلام بعد القراءة ؟
ــ توصلت بعد قراءتي إلى قناعة بأن الإسلام دين عظيم يشعرك بالسعادة والعدل والمساواة ولكن كنت احتاج إلى التأكيد فقط.
• وكيف توصلت إلى تأكيد ذلك؟
ـــــ قرأت بحثا لطبيب كندي مشهور مختص في علم الأجنة عن معلومات عن تكوين الجنين في رحم المرأة واستند إلى القرآن الكريم في كثير من المعلومات التي ذكرها في بحثه وهذا أكد لي أن العلماء يعتبرون القرآن كتاب حق ويستندون إليه.
• ومتى أعلنت إسلامك؟
ــ لم أكن اعرف أنه لابد من نطق الشهادتين لاعتناق الإسلام وظللت لفترة طويلة اشعر بأنني مسلم وكنت اذهب إلى المسجد القريب من مقر سكني واسأل إمامه عن بعض الكلمات الموجودة في القرآن، وعندما شاهدني صديقي الذي أهداني القرآن لأول مرة، ذكر لي لقد قرأت القرآن فلماذا لاتسلم؟! فقلت له أنا مسلم فقال هل نطقت الشهادتين؟! فقلت له لا؟! قال لابد من ذكرها لتكون مسلما فأخبرني صيغة الشهادتين ونطقتها أمام صديقي فبارك لي إسلامي.
ردة الفعل
• وكيف كانت ردة فعل «فرقتك الموسيقية» وهل تركت العزف وتوزيع الأغاني؟
ـــــــ بعد إعلاني إسلامي ظللت أمارس العزف في الديسكوهات وتوزيع الأغاني وعرف أعضاء فرقتي باعتناقي للإسلام بعد أن أخبرتهم عن الإسلام وكيف أن هذا فعلا هو دين سعادة، وبعض أصدقائي كانوا يتأثرون بي وطلبوا مني أن اشرح لهم عن الإسلام وكنت استغل فترات الراحة بعد نهاية أي برنامج موسيقي واشرح لهم عن الإسلام ورغب ثلاثة من أعضاء فرقتي في اعتناق الإسلام، وأصبح عددنا أربعة مسلمين في الفرقة الموسيقية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أني كنت اتناقش بأمور الإسلام داخل الديسكو مع عدد من المرتادين وعلى ضوئه اسلم كثير من أصدقائنا في الديسكو.
• لماذا لم تترك العزف والغناء؟
ـــ كنت من مشاهير الفن في كندا وكان لي عدد من العقود والارتباطات مع مجموعة من الفنانين.
• إذن هذا سر علاقتك بمشاهير الفن والرياضة في أمريكا وكندا؟
ــــــ نعم كنت من أشهر موزعي الأغاني وعازفي الدي جي وهذا الأمر جعل لي الكثير من الأصدقاء من المطربين ومشاهير هوليوود ونجوم الرياضة في أمريكا وكندا حيث كنت أشاركهم في احتفالاتهم الخاصة والعامة.
• ومتى بدأت بالدعوة إلى الإسلام؟
ــــــ بعد أن أعلنت إسلامي علم جميع أصدقائي وأعضاء فرقتي الموسيقية بذلك وكنت مؤثرا بينهم، وكنا نتوجه إلى الديسكو كل ليلة وكانوا يسألوني عن الإسلام والشعور الذي اشعر به وبدأت معهم بدعوتهم للإسلام وكنت استغل فترة الراحة بين المقاطع الموسيقية واشرح لهم عن الدين الإسلامي واسلم في ليلة واحدة خمسة من أصدقائي.
• وكيف كانت نظرة المحيطين بك؟
ــــ بعضهم كانوا يحذرون الناس من الحوار معي وأشاعوا عني بقولهم «يغسل الأدمغة» وذلك بعد أن شاهدوا إسلام عدد كبير من أصدقائي في المهنة والمقربين مني.
نقطة التحول
• وكيف كانت نقطة التحول؟
ـــــــ قررت أن أحج ومعي أحد أصدقائي وحينها كان عندي العديد من الأجهزة الموسيقية والأشرطة الموسيقية والكثير مما يذكرني بعملي السابق وتكون لي اعتقاد بأنه إذا عدت ورأيت هذه الأجهزة والأشرطة ربما ارجع إلى عملي الذي لم أكن أحب أن أعود إليه وكان لابد من اتخاذ القرار الذي يمنعني من العودة إلى الموسيقى، وقررت بأن اجمع كل ماكان له صلة بعمل الموسيقى مثل أجهزة التوزيع والتلحين وأشرطة موسيقية ووضعها بمكان بعيد عن المدينة وقمت بعد ذلك أنا وصديقي بالسير عليها بسيارة كبيرة بغرض إتلافها وعدم استفادة أي شخص منها.
• وكيف كانت رحلة الحج؟
ــ توجهت إلى مكة المكرمة وسط معارضة كبيرة من المحيطين بي من الأهل والأصدقاء وكانت هي نقطة الانطلاق الحقيقي للتعمق في الدين الإسلامي، حيث أن منظر الكعبة والمسلمين حولها بزي موحد دون وجود طبقية وتفرقة بين البشر دفعني للرغبة بدراسة الشريعة الإسلامية في بلاد الحرمين.
• وكيف بدأت دراسة الشريعة الإسلامية؟
ــ ذهبت إلى مصر ودرست اللغة العربية لمدة ستة أشهر وتقدمت للدراسة في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وتم قبولي.
استراتيجية الدعوة
• وكيف تكونت الجمعية الدعوية الكندية؟
ـــــــ خلال السنوات الأولى من دراستي للشريعة الإسلامية كنت انتقل بين السعودية وكندا، وعند تواجدي في العاصمة الكندية التقي بالكثير من أصدقائي في مجال الفن والرياضة وقررت حينها إنشاء مكتب متنقل في أشهر الشوارع في العاصمة الكندية يحوي الكثير من الكتب الإسلامية المترجمة وكذلك أشرطة الكاسيت والتي تدعو إلى الإسلام، وكنت اتجول في الشارع وأحاول أن اجذب الكثير لزيارة مكتبي المتنقل وكان الكثير يتجاوب معي لمعرفتهم بي مسبقا، حيث أقوم بعد ذلك بإهدائهم عددا من الكتب والأشرطة، ولاحظت خلال ذلك تجاوب الكثير معي وإصرارهم على معرفة الكثير عن الدين الإسلامي الأمر الذي دفعني لفكرة إنشاء مكتب ثابت واستخراج كافة التراخيص اللازمة لذلك وأطلقت عليها مسمى «الجمعية الدعوية الكندية».
• وماهي الاستراتيجية التي تتبعونها في الدعوة إلى الإسلام؟
ــ نقوم أولا باختيار عدد من نجوم الفن والرياضة وكذلك المشاهير من السياسيين والذين يحظون بحب الكثير من أفراد الشعب، ونقوم بعد ذلك بتعريفهم بالإسلام وإهدائهم بعض الكتب والأشرطة ومن ثم نقوم بتأمين رحلة لزيارة الملكة العربية السعودية، حيث يتمكن من أعلن إسلامه من الدخول إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة وأداء العمرة وزيارة الحرمين الشريفين والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينما نقوم بتأمين رحلة لضيوفنا الذين يرجى إسلامهم لعدد من المعالم الموجودة في المملكة والتعرف على الشعب المسلم وعاداتهم وتقاليدهم، وكذلك زيارة عدد من المشايخ والعلماء في المملكة، وبذلك يكونوا قد كونوا فكرة عن الدين الإسلامي، وهناك عدد من ضيوفنا اعتنقوا الإسلام بعد زيارة المملكة.
• ولماذا اخترت التخصص في دعوة مشاهير هوليوود ونجوم الفن والرياضة؟
ــ قررت دعوة المشاهير وتعريفهم بالدين الإسلامي لعلمي بطبيعة حياتهم ولقناعتي بمدى تأثيرهم على آلاف المعجبين الذي من الممكن أن يتأثروا بإسلام هؤلاء المشاهير ويعتنقون الإسلام.
• هل هناك فروع أخرى للجمعية؟
ــ نعم بدأنا نتوسع في عدد من الدول في أمريكا الجنوبية وبعض الدول الأوروبية وحققنا نتائج مذهلة.
فرع سعودي
• هل ترغبون في إنشاء مقر في السعودية؟
ــ نعم نحن نحاول ونتمنى ذلك للأهمية الكبيرة للمملكة ودورها الكبير في دعم الإسلام والمسلمين، ونسعى حاليا لإجراء الخطوات اللازمة لإنشاء مقر دائم للجمعية في المملكة تحديدا بعد عدد من الطلبات التي تلقيناها خلال فترة وجودنا في المملكة.
• ممكن أن تذكر أبرز من استضفتهم ومن ستستضيفهم مستقبلا؟
ــ استضفنا عددا كبيرا من المطربين والممثلين والرياضيين ومنهم المطرب المعروف لوون والممثل الأمريكي ديفيد شابل وهو من أشهر 100 شخصية في أمريكا وكذلك الملاكم العالمي مايك تايسون وعددا من السياسيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان ومنهم عدد كبير من أعضاء الحكومة الكندية ورؤساء بعض المدن الكندية وكذلك الناشط الأمريكي المعروف مالكوم شباز، بالإضافة إلى كثير من الضيوف ونستعد حاليا لاستضافة عدد من مشاهير الرياضة والفن والسياسة خلال الأيام القليلة المقبلة.
• ومن أبرز الشخصيات التي تدعم عملكم؟
ــ في المملكة هناك الكثير ممن يدعمون عمل الجمعية بالنصح والوقت ويأتي على رأس هؤلاء الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف معالي الشيخ صالح الحصين، رئيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ورئيس مؤتمر العالم الإسلامي الدكتور عبدالله عمر نصيف، الشيخ محمد مختار الشنقيطي عضو هيئة كبار العلماء ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية الدكتور أنور عشقي.
• كلمة أخيرة لمن توجهها؟
ــ اشكر كل من دعمني وكل من دعم جمعيتنا من علماء ودعاة ومشايخ ورجال أعمال، كما أشكر صحيفة عكاظ على دعمها لنا ونشرها لأخبارنا ونتمنى للجميع أن يدعو لنا بالثبات والتوفيق.